لليوم الثاني على التّوالي .. السّويداء بلا طحين والأزمة تتفاقم
قلق من سيناريوات تصعيد اسرائيلي
منذ أن وافقت السلطات اللبنانية على خطة الجيش اللبناني لحصرية السلاح في يد الدولة، من دون تحديد أيّ مهلة، اعتبرت واشنطن وإسرائيل أن لبنان تراجع عن قراره استعادة السيادة وحصرية السلاح. لذلك يشهد لبنان تصعيدا للعمليات العسكرية ضد "
حزب الله" في العديد من المناطق. وتطرح مصادر ديبلوماسية سؤالا عن أبعاد هذا التصعيد والاحتمالات التي يمكن أن تواجهها البلاد. في هذا السياق، ما زال لبنان الرسمي يحذر واشنطن وباريس، العضوين في لجنة الإشراف على وقف النار "الميكانيزم"، من عواقب الخروق الإسرائيلية لاتفاق وقف النار المعلن في ٢٧ تشرين الثاني الماضي، فيما يستمر الحزب في التصعيد رافضا قرار الحكومة حصر السلاح، وهو مطلب دولي لتعزيز وقف النار الذي وافق عليه. وبذلك يقدم الذرائع لإسرائيل للمضي قدما في تشكيكها في قدرة الجيش والسلطات اللبنانية على تنفيذ التزامات لبنان. وقد أدى هذا الواقع الجديد إلى الكلام القاسي للموفد الأميركي توم براك في حق السلطات اللبنانية. فما الاحتمالات في ظل هذه التطورات السلبية؟ تحذر مصادر ديبلوماسية من أن عدم التقيد باتفاق وقف النار وعدم استكمال تنظيف الجنوب من كل سلاح غير شرعي سيؤدي إلى توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية، وسيشهد لبنان تطورات عسكرية، في حال عدم المضي قدما في خطة حصر السلاح وإصرار الحزب على رفض تسليم سلاحه. ولا يمكن استبعاد رد من الحزب على عمليات إسرائيلية برية محتملة في العمق اللبناني، ما قد يزيد حدة التصعيد المتبادل إذا قرر الحزب رفض تسليم ترسانته.
ولتفادي هذا السيناريو، تقوم السلطات اللبنانية بتحركات ديبلوماسية على كل الصعد، وتدعو الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لإخلاء المواقع التي تحتلها في لبنان ووقف التصعيد ومنع تفجير الوضع. وكان الرد الغربي وما زال، عدم التراخي في حصرية السلاح بيد الدولة، وأن إسرائيل لن تنسحب من المواقع التي تحتلها في جنوب لبنان، أقله قبل تثبيت حصرية سلاح الدولة في جنوب الليطاني.
وتسود مخاوف من أن تنزلق الأمور نحو مواجهة تشمل أكثر من "حزب الله" وإسرائيل في حال دخول قوى إقليمية في هذا الصراع أو في حال رد إسرائيلي على هجمات تنسبها إلى وكلاء إيران إقليميا.
وترى المصادر أن هناك العديد من السيناريوات التي يمكن أن يشهدها البلد، كاستمرار التصعيد المحدود، أي استمرار الجيش الإسرائيلي في شن ضربات محدودة ضد أهداف لبنى تحتية ومخازن أسلحة تابعة للحزب، واغتيال قيادات عسكرية من دون توسيع الصراع بريا.
وأسوأ السيناريوات التي يمكن أن يشهدها البلد خلال الأشهر أو الأسابيع المقبلة هو العودة إلى حرب شاملة تؤدي إلى انهيار وقف النار ودخول فاعل لإيران في هذا الصراع.
تبدو أجواء التصعيد المستمر ضبابية للغاية، ويجب مراقبة وتيرة الغارات الإسرائيلية والمواقع المستهدفة في الجنوب وفي العمق اللبناني لكشف النيات الإسرائيلية، والعمل على احتوائها ديبلوماسيا من خلال دعوة الدول الصديقة إلى تثبيت وقف العمليات القتالية واتخاذ إجراءات في الداخل تحد من هذا التصعيد، لأن استمراره حتى بوتيرة ضعيفة سيمنع البلد من تخطي العديد من أزماته، وعدم مساعدته مرتبط بحصرية السلاح بيد الدولة.
سمير تويني - النهار
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآنشاركنا رأيك في التعليقات | |||
تابعونا على وسائل التواصل | |||
Youtube | Google News |
---|